توقع الرئيس الأميركي اليوم السبت أشهرا قادمة صعبة ودعا المواطنين إلى التقشف. وقبل هذا كان باراك أوباما قد دعا مواطنيه الجمعة إلى الصبر والتحلي بالمسؤولية بعد ارتفاع البطالة في صفوف الأميركيين إلى مستوى قياسي الشهر الماضي.
وفي خطابه الأسبوعي عبر الإذاعة وشبكة الإنترنت, عبر أوباما الذي أطلق سلسلة مقترحات لمعالجة الأزمة الاقتصادية منذ تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني, عن الثقة في نجاح تلك المبادرات حتى مع ارتفاع أرقام البطالة وتدهور وضع الاقتصاد.
وقال "منذ توليت المنصب وأنا أعلم أن حل هذه الأزمة لن يكون سهلا, ولن يحدث بين عشية وضحاها. وسنظل نواجه أياما صعبة في الشهور القادمة". وأضاف "إدارتي ملتزمة ببذل كل ما يلزم لمعالجة هذه الأزمة والأخذ بأيدينا إلى يوم أفضل".
وبعد أن دافع عن خطته لحفز الاقتصاد والإجراءات التي اتخذتها إدارته لتفادي نزع ملكية المنازل, توقع باراك أوباما معركة محتملة بشأن مشروع ميزانيته البالغة قيمتها 3.5 تريليونات دولار للسنة المالية 2010.
قرارات صعبة
وقال في هذا الإطار "مثل كل أسرة تمر بأوقات صعبة, ينبغي لبلدنا أن يتخذ قرارات صعبة لكي ندفع ثمن الأشياء التي نحتاج إليها. ينبغي ألا نبدد المال على أشياء لا نحتاج إليها".
إصلاح الرعاية الصحية من أولويات أوباما(رويترز-أرشيف)
وأوضح أوباما أن من الأشياء التي تحتاج إليها البلاد إصلاح نظام الرعاية الصحية. وقال إن عملية الإصلاح هذه ستساعد على خفض عجز الميزانية الهائل الذي يقترب من تريليوني دولار, وتنشيط نمو الاقتصاد الأميركي.
وكان البيت الأبيض قد استضاف الخميس اجتماعا لإطلاق عملية خفض تكاليف الرعاية الصحية وتوسيع نطاقها لتشمل الأميركيين غير المتمتعين بالتأمين الصحي. وزادت تكاليف الرعاية الصحية الأميركية إلى 2.5 تريليون دولار, وتضخم عدد غير المستفيدين إلى 46 مليون شخص.
في المقابل حذر النائب روي بلانت من ميزوري في الخطاب الإذاعي الأسبوعي للحزب الجمهوري من تدخل حكومي أكثر من اللازم في نظام الرعاية الصحية.
ويتضمن مشروع ميزانية أوباما الذي صدر الشهر الماضي صندوقا قيمته 634 مليون دولار لمدة عشر سنوات لتمويل إصلاحاته للرعاية الصحية. وفي كلمته الإذاعية ربط أوباما بين إجراءات الميزانية للإدارات السابقة والسلوك الفج في وول ستريت الذي تسبب في الأزمة المالية والاقتصادية.
وقال "ورثنا عملية لوضع ميزانية غير حصيفة بقدر ما هي غير محتملة لسنوات ومثلما استخدمت وول ستريت خدعا محاسبية لإخفاء التكاليف والتنصل من المسؤولية, فعلت واشنطن الشيء نفسه. مثل هذه الميزانيات غير الحصيفة والممارسات التي لا تغتفر أصبحت الآن من الماضي".
أرقام مذهلة
وكان أوباما قد وصف في وقت سابق الأرقام المتعلقة بأعداد الأميركيين -الذين فقدوا وظائفهم منذ بداية الكساد الاقتصادي في ديسمبر/كانون الأول 2007 بأنها "مذهلة". وقال "ليس هذا المستقبل الذي نريده للولايات المتحدة", مطالبا الأميركيين بأن يتحلوا بالصبر والمسؤولية معا.
أميركيون ينشدون وظائف لدى
إدارة العمل بنيويورك (الفرنسية)
وجاء ذلك في كلمة له أمام وفد من خريجي الشرطة في مدينة كولمبوس بولاية أوهايو معلقا على بيانات وزارة العمل الأميركية التي كشفتها أمس الجمعة, وأظهرت أن 4.4 ملايين أميركي فقدوا وظائفهم منذ بداية الكساد الاقتصادي.
ووافق الكونغرس الأميركي على حزمة إنعاش اقتصادي بقيمة 787 مليار دولار تقدم بها أوباما الشهر الماضي. وتم وضع برنامج لتوفير 3.5 ملايين وظيفة بصورة أوسع من خلال مشاريع البنية التحتية.
لكن أوباما أشار أمس أمام خريجي الشرطة الذين كادوا يفقدون أملهم في التوظيف لولا خطة التحفيز، إلى أن البرنامج وحده لا يكفي للتغلب على الوضع الاقتصادي الحرج, ولن يحل جميع المشاكل.
وكانت بيانات وزارة العمل الأميركية قد أظهرت أمس الجمعة أن 651 ألف مواطن فقدوا وظائفهم والتحقوا بطوابير العاطلين خلال فبراير/شباط الماضي بسبب الركود الاقتصادي مما رفع نسبة البطالة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق منذ 25 عاما.
وأظهرت البيانات أن أكثر من مليوني أميركي فقدوا وظائفهم خلال الأشهر الأربعة الأخيرة مما رفع نسبة البطالة بعد تسريحهم إلى 8.1% وهي نسبة قياسية لم تسجل منذ ديسمبر/كانون الأول 1983. وفي الوقت نفسه تراجع الاقتصاد الأميركي في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 6.2% ويتوقع العديد من خبراء الاقتصاد انكماشا مماثلا مطلع هذا العام
يا رب